/ الفَائِدَةُ : (15) /
05/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / إِمتياز منهجة مَدْرَسَة الحكمة المتعالية / إِنَّ منهجة مَدْرَسَة الحكمة المتعالية أَمتازت عن منهجة مَدْرَسَة المشاء والإِشراق : أَنَّها جعلت دوراً للدليل النَّقْلِي الوحياني إِن كان يفيد عِلْماً ؛ فاعتبرت الدليل النَّقْلِي القطعي دليلاً غير تعبديٍّ ، بل عقليَّاً برهانيّاً ، فلم تقتصر على العقل النظري البحثي في العلوم الحصوليَّة ، ولم تقتصر كذلك على الإِشراقات والمكاشفات والمشاهدات التي تُترجم بأَدلَّةٍ عقليَّةٍ نظريَّةٍ ، بل تعدَّت إلى الدليل النَّقْلِي القطعي وجعلته وسطاً برهانيّاً ، وأَعتبرته برهاناً عقليّاً واقعيّاً. وبالجملة : العلوم النَّقْلِيَّة قنوات لنقل الوحي الَّذي يتنزل على سَيِّد الْأَنْبِيَاء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فإِذا كان الدليل النَّقْلِي قطعيٌّ يقينيٌّ ـ وهو على طبقات ـ شارف القاطع على الوصول لحافة بحر الوحي والحقيقة. وَلَكَ أَنْ تقول : إِنَّ هناك علوماً وحيانيَّةً ، وهناك علوماً نقْلِيَّةً ، وهناك علوماً عَقَلِيَّةً ، والعلوم الوحيانيَّة جامعة ومُهَيْمِنَة ومشرفة على العلوم النَّقْلِيَّةِ والْعَقَلِيَّة ، وليست في عرضهما ، وهذه خَارِطَةٌ واقعيَّةٌ ومن نظام العلوم يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات إِلَيْهَا. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ